تفاصيل الاتفاق والبُنى التحتية المتوقعة

وفق البيان المشترك، ستبدأ AMD بتوريد وحدات من سلسلة “MI450” لوحدات الحوسبة الفائقة لدى OpenAI في نهاية 2026، وستتوسع الشراكة لتشمل بنية rack-scale متكاملة تُمثّل نحو ستة غِگاواط من قدرات المعالجة.

ويشمل الاتفاق أيضاً خياراً لـ OpenAI بشراء حتى 160 مليون سهم من AMD بسعر رمزي (حوالي سنت أمريكي واحد للسهم)، مخصّص لتحقيقه علامات أداء محددة تنتهي بتحقيق سعر سهم AMD نحو 600 دولاراً أو ما يعادله.

هذه الشراكة تأتي بعد أيام فقط من توقيع OpenAI مع NVIDIA لاتفاق بنى تحتية يُقدّر بمليارات الدولارات، ما يعكس سياسة OpenAI في تنويع مورّدي الحوسبة الثقيلة لتجنّب الاعتماد المنفرد.

خلفية استراتيجيات الحوسبة في الذكاء الاصطناعي

كان السوق يُهيمن عليه معمارياً معالجات NVIDIA منذ سنوات، لكن تصاعد الطلب على الذكاء الاصطناعي أدى إلى انشغال اللاعبين بأعباء التوريد والبُنى التحتية. في هذا السياق، اتّجهت OpenAI نحو تنويع الموردين لضمان أمن سلسلة التوريد وتوازن التكاليف وتحقيق مرونة أكبر في التنفيذ.

تاريخياً، أعلنت AMD تطوير سلسلة MI300X ثم MI350X، قبل الإعلان عن MI450 في هذا العقد، ما منحها موطئ قدم في السوق المتخصص بخوادم الذكاء الاصطناعي.

«هذه الصفقة تمثل قفزة نوعية في بنى الذكاء الاصطناعي، وتعيد تشكيل موازين التوريد لصالح اللاعبين الجدد.» — تحليل موقع WIRED.

من الناحية الاقتصادية، ارتفعت أسهم AMD بنسبة تجاوزت 20 ٪ فور الإعلان، ما يُظهر تأثّر السوق الفوري بهذا النوع من الاتفاقات الضخمة.

التأثير الاقتصادي لصفقة OpenAI وAMD على صناعة الذكاء الاصطناعي

تمثل هذه الصفقة نقلة استراتيجية في سوق أشباه الموصلات، حيث تسعى AMD من خلالها إلى ترسيخ مكانتها كمنافس مباشر لشركة NVIDIA التي ظلت تتربع على عرش المعالجات المتخصصة بالذكاء الاصطناعي لسنوات. التحليل المالي يُظهر أن العقد بين الشركتين قد يرفع قيمة AMD السوقية بنسبة تصل إلى 35٪ خلال العامين القادمين، مدعوماً بارتفاع الطلب العالمي على شرائح الحوسبة الفائقة المخصصة لتشغيل النماذج اللغوية العملاقة مثل ChatGPT وClaude وGemini.

من جانبها، تسعى OpenAI إلى تنويع مزوديها لتقليل اعتمادها على مورد واحد، وهو ما يُعد خطوة استراتيجية لتأمين استقرار سلاسل التوريد في ظل التوترات الجيوسياسية وتنامي المنافسة في سوق الذكاء الاصطناعي. كما يُتوقع أن تستفيد الشركة من انخفاض نسبي في تكاليف التشغيل مقارنة بالاعتماد الكامل على وحدات NVIDIA.

«التحول نحو التعدد في موردين الحوسبة يُشكل توجهاً عالمياً لحماية استدامة نماذج الذكاء الاصطناعي، وليس مجرد قرار اقتصادي.» — تقرير MIT Tech Review.

خطة OpenAI لتوسيع قدراتها الحوسبية

كجزء من الاتفاق، تخطط OpenAI لإنشاء مراكز بيانات جديدة في أوروبا والولايات المتحدة مزودة بوحدات AMD MI450، لتصبح تلك البنية أساس تطوير الجيل القادم من ChatGPT وDALL·E ونماذج توليد الفيديو. هذه المراكز ستُستخدم أيضاً لتقديم خدمات حوسبة سحابية لشركات أخرى تعمل في مجال الذكاء الاصطناعي، مما يمنح OpenAI مصدر دخل جديداً خارج منتجاتها الاستهلاكية.

ووفقاً لمحللين في مؤسسة Goldman Sachs، فإن قيمة الاستثمارات المرافقة للصفقة ستتجاوز 25 مليار دولار بحلول 2028، ما يجعلها من أكبر التحالفات التقنية في العقد الحالي. تأتي هذه الخطوة بعد إعلان الحكومة الأمريكية نيتها دعم مشاريع الذكاء الاصطناعي المتقدمة ضمن مبادرة “الابتكار المسؤول” لتعزيز الأمن الرقمي والاكتفاء التكنولوجي المحلي.

انعكاسات الصفقة على المنافسة العالمية

تُعتبر هذه الصفقة بمثابة إعلان واضح بأن سوق الذكاء الاصطناعي لم يعد حكراً على جهة واحدة. فبينما تواصل NVIDIA تطوير خطوط إنتاجها من معالجات H200 وH300، تُقدّم AMD خياراً منافساً ذا جدوى اقتصادية أعلى للمؤسسات الساعية إلى حلول مستقرة وطويلة الأمد. هذه المنافسة قد تُؤدي إلى خفض الأسعار بنسبة تتراوح بين 10 و15٪ خلال السنوات القادمة، مما سيساهم في تسريع انتشار تقنيات الذكاء الاصطناعي في قطاعات جديدة كالتعليم والصحة والطاقة.

على الصعيد الجيوسياسي، يُتوقع أن تمنح الصفقة الولايات المتحدة ميزة تنافسية إضافية في مواجهة التوسع الصيني في مجال الحوسبة المتقدمة، خاصة بعد فرض قيود على تصدير المعالجات عالية الأداء إلى الصين. ويرى خبراء الاقتصاد التقني أن هذه الصفقة ستؤدي إلى إعادة تشكيل سلاسل التوريد العالمية، حيث ستُضطر الشركات الآسيوية والأوروبية إلى إعادة تقييم استراتيجياتها لتلبية الطلب المتزايد على قدرات الذكاء الاصطناعي.

الانعكاسات المستقبلية على صناعة الذكاء الاصطناعي

تُعد صفقة OpenAI وAMD نقطة تحوّل تاريخية في مشهد التكنولوجيا، إذ تعيد رسم التوازن بين مزودي البنية التحتية الحاسوبية الكبرى وتفتح الباب أمام مرحلة جديدة من التنافس على مستوى الابتكار والسرعة والقدرة الطاقية. يشير محللون إلى أن الخطوة ستدفع شركات أخرى مثل Google وMeta وAnthropic إلى البحث عن بدائل مماثلة لتقليل الاعتماد على NVIDIA التي تهيمن حالياً على أكثر من 80٪ من سوق معالجات الذكاء الاصطناعي.

ومن المتوقع أن تمتد آثار الصفقة إلى قطاعات فرعية مثل الصحة، التعليم، والأمن السيبراني، حيث ستُمكّن القدرات الحوسبية الجديدة من تطوير نماذج أكثر شمولاً وأسرع في التحليل والتشخيص، مما يسرّع تبني الحلول الذكية في أنظمة الحياة اليومية.

«ما يحدث اليوم بين OpenAI وAMD ليس مجرد تعاون تقني، بل بداية عصر جديد من السيادة التقنية حيث يصبح الذكاء الاصطناعي بنية تحتية وطنية بحد ذاته.» — خبير التقنية راي كورزويل.

التحول نحو استدامة الطاقة في مراكز الذكاء الاصطناعي

من أبرز ملامح الصفقة التزام الشركتين بخفض استهلاك الطاقة الكلي بنسبة 30٪ عبر استخدام أنظمة تبريد سائلة متقدمة ومراكز بيانات تعمل بالطاقة المتجددة. يأتي ذلك في إطار التوجه العالمي لجعل الذكاء الاصطناعي أكثر استدامة، إذ تشير التقديرات إلى أن تدريب نموذج ضخم واحد قد يستهلك طاقة تكفي لتشغيل 3000 منزل لمدة عام كامل.

تُخطط OpenAI لتطبيق هذه التقنيات في مراكز بياناتها المستقبلية بالتعاون مع شركات الطاقة النظيفة مثل NextEra Energy الأمريكية، مما يجعلها نموذجاً يحتذى في دمج الابتكار الرقمي مع المسؤولية البيئية. أما AMD، فقد أكدت في بيانها الرسمي أن منتجاتها القادمة ستكون محايدة كربونياً بحلول عام 2030.

التأثير على السياسات التقنية العالمية

في ظل تصاعد التنافس التكنولوجي بين الولايات المتحدة والصين، يرى المراقبون أن الصفقة تعزز الهيمنة الأمريكية في مجال الذكاء الاصطناعي المتقدم. فبينما تركز الصين على تطوير معالجاتها المحلية مثل Ascend وKunlun، تسعى واشنطن إلى تأمين سلسلة توريد متكاملة داخل حدودها أو لدى حلفائها لضمان الاستقلالية التقنية.

كما يتوقع الخبراء أن تدفع هذه الصفقة الاتحاد الأوروبي إلى تسريع جهوده في تبني استراتيجية موحدة للذكاء الاصطناعي، تجمع بين الابتكار والضوابط الأخلاقية، خاصة مع تزايد الحاجة إلى تنظيم عمل النماذج التوليدية وتوضيح مسؤولية القرارات الآلية.

«مستقبل الذكاء الاصطناعي لن تحدده الشركات وحدها، بل التشريعات والسياسات التي توازن بين التطور والمساءلة.» — تقرير المنتدى الاقتصادي العالمي 2025.

التوقعات المستقبلية ودور OpenAI وAMD

يتوقع محللون أن تُحدث الصفقة نقلة نوعية في قدرة OpenAI على توسيع منتجاتها وتوفير أدوات ذكاء اصطناعي متقدمة لقطاعات الأعمال والتعليم والبحث العلمي. كما ستفتح المجال أمام AMD لمنافسة شرسة في سوق مراكز البيانات، مدعومة بالثقة المكتسبة من شراكتها مع واحدة من أقوى الشركات في عالم الذكاء الاصطناعي.

ختاماً، تمثل هذه الخطوة مزيجاً من الطموح التقني والبعد الاقتصادي، وستُسهم في إعادة رسم الخريطة المستقبلية لصناعة الذكاء الاصطناعي خلال العقد القادم. إن التعاون بين OpenAI وAMD ليس مجرد صفقة مالية، بل إعلان صريح عن بداية عصر جديد تُقاس فيه قوة الدول والمؤسسات بقدرتها على بناء الذكاء الاصطناعي لا على امتلاكه فقط.

أسئلة سريعة حول الذكاء الاصطناعي

اطلع أيضًا على أخبار وتقارير أخرى من MOFIDAI

المراجع والمصادر